Monday, October 10, 2011

ليل مصر الطويل


عندما صعدت في سيارتي اليوم تفاديت الاستماع إلى الأخبار في الراديو كما هي عادتي كل صباح. فقد نمت على أخبار الصراع المتحدم بين الأقباط المتظاهرين أمام بمنى ماسبيرو وبين قوات الشرطة والشرطة العسكرية. الأمر الذي اصابني بعدة كوابيس تدور كلها حول مؤامرات لاستبعاد أشخاص أعرفهم من الانتخابات القادمة.
حاولت تناسي ما يجري على أرض الواقع في مصر واخترت أن أعيش في حياة موازية عن مصر لا يوجد فيها صراع طائفي عبر الاستماع إلى شريط "حبيبتي" لمحمد منير واهمة نفسي أن مصر مازالت بخير. لكن غصة اصابتني واعادت إلى ذهني أحداث الأمس وأنا اسمع منير يردد "مين اللي يمنع النور يرفرف تاني حوالينا... ومين... مين... مين اللي يمنع الخير يبوس الفاس في اراضينا". وتساءلت معه مين؟ من الذي لا يريد عودة الأمن إلى الشارع المصري؟ من الذي "يتحكم" في هذا "الانفلات" الأمني الذي هو السبب الرئيسي في تصاعد أحداث الأمس وزيادة التوتر الطائفي؟ يبدو الأمر لغزا يحتاج إلى شيرلوك هولمز لحله. إن حكومتنا "المؤقتة" ووزير ماليتها الدكتور حازم الببلاوي يصدعون رؤسنا يوميا بالحديث عن رؤوس الأموال الأجنبية التي تهرب من مصر والسياحة التي تراجعت كثيرا وووو غيرها من الكوارث التي يحملون مسؤوليتها لبضعة مئات من المتظاهرين. ويتجاهلون بذلك السبب الواضح وضوح الشمس لكل ذلك وهو "الغياب الأمني". أين هم رجال الشرطة؟ لماذا لا يقومون بدورهم؟ سؤال يطرحه كل مصري ولا جواب. مرة يقولون رجال الشرطة "نفسهم مكسورة" مرة يقولون "لا يريدون الاحتكاك بالناس" وأسباب أخرى كثيرة من عينة "الحجج الفارغة". لماذا لا يريدون أن يقولوا لنا صراحة أن رجال الشرطة لا يريدون القيام بدورهم "شماتة" فينا وأنهم إما أن ينزلوا إلى الشارع كأنصاف آلهة، على حد تعبير أحد الكتاب المصريين المحترمين، كما كانوا أو لا ينزلوا. ورغم كل ذلك هناك مليون حل وحل لهذا الوضع، لماذا لا يسارعون بتخريج دفعات جديدة من كليات الشرطة مثلا ويتم احتساب هذا العام تدريب عملي لهم؟ إذا كان يخشون على الخرجيين الجدد من "كسر النفس" يمكن أن يرتدوا ملابس مختلفة تميزهم عن الشرطة العادية ليعرف الناس أن هؤلاء لسه "طازة" ولم تتلوث أياديهم بدماء المصريين "بعد". هذا مجرد اقتراح من مئات الاقتراحات التي قدتمها شحصيات عامة لها احترامها كحل للوضع الراهن، لكن لا حياة لمن تنادي.
الشريط مازال يدور وأنا استمع إليه بنصف عقل والنصف الآخر يشدني للتفكير في ليل مصر الذي طال ولا يبدو له آخر. وهذه الكرة لم استطع ان أغالب دموعي وأنا اسمع محمد منير يقول "أهي قامت مصر بتقلع توب الذل.. أهي صحيت مصر يا ناس قدام الكل.. بتنادي في المخلصين.. نصارى أو مسلمين.. نبت الغيطان الطين".
دائما كان هذا الشريط يعيد إلي الأمل في مصر جديدة عظيمة لكني هذه المرة بالذات لم استطع أن أردد مع محمد منير :



هي.. لما بتضحك
هي.. لما بتبكي
هي.. لما تنادي
هي.. لما بتشكي
هي هي.. وتقول ولادي
هي هي.. نجري عليها
مد الايادي.. هي هي
ونبوس اديها
هي هي هي.. يا عم هي
هي هي هي.. ست الكل هي
والفجر لو جه ولا ماجاش
الفجر عمره ما يجي بلاش
وحتى لو ننسى ميعاده
الفجر فاكر ما بينساش
ولما يدن صوت الديك
تترشق الجدران شبابيك
تونسك ضحكة صوتها
ويصحي صوتها احلى ما فيك


ربما لأن مصر لم تعد "هي" وربما لأني لم أعد أؤمن بهذ الفجر الذي طالما تغنينا به

Saturday, July 09, 2011

شئ في صدري


كان الصمت شعاري طوال الايام الأولى للثورة في مصر، شعرت أنه من "العيب" التعليق بالكلام أو حتى الكتابة على ما يجري في مصر وأنا بعيدة مئات الأميال أتابع من على كنبة غرفة جلوسي المريحة ما يجري في بلادي متمتعة بالأمان وبكل رفاهيات الحياة الحديثة بينما مصريون آخرون أشجع مني يُضربون ويُجوعون ويقتلون لإسقاط نظام مبارك.
الآن أشعر برغبة في الكتابة ولو لنفسي. قضيت طفولتي وأنا أحب مصر بمثالية وتفاؤل. لم يكن لي أي نشاط سياسي، لكني كنت أحارب الفساد على طريقتي. فأنا عندما انزل إلى الشارع أكون في حالة تأهب دائم، سواء للعراك مع سائقي التاكسي لفرض أجرة مجحفة لمشوار قصير، أو للشجار مع موظف بهيئة البريد لطلب رشوة مقنعة او للعراك مع أمين شرطة سمح لراكب سيارة فاخرة بزيارة مكان أثري بعد مواعيد العمل الرسمية في الوقت نفسه الي رفض دخولنا لهذا المكان. كنت أتصور أني في هذا شجاعة وإيجابية ووطنية.
وعندما دخلت كلية الإعلام وأنا مقتنعة بقوة الكلمة كان ذلك عام 1997 ولم يكن الشأن السياسي الداخلي هو الذي يستحوذ على تفكيري " المعارض" فما بين جريدة الأهرام الرسمية التي لا يشتري أبي غيرها والتلفزيون الحكومي الذي نراه مجبرين لعد وجود "دش" في منزلنا، كنت اسيرة الانحراف الإعلامي الذي جعل العراق وفلسطين قضيتتنا. أذكر أن أول وآخر مظاهرة خرجت فيها داخل الجامعة كانت لصالح العراق. كان مجرد التفكير في الخروج في مظاهرة "حقيقية" أمر مرفوض في أسرتنا. وأنا نفسي كنت في حالى يأس من التغيير لدرجة أني لم أكن أؤمن بالتظاهر أصلا. والآن إذا فكرت بصدق أجد أنه ربما كانت مصادرة أبي لحق التظاهر غطاء مشرف
يمنعني من فقد احترامي لنفسي وأنا اكتفي بالكلام فعلا. أنا أعرف أنه في ذلك الوقت كانت فكرة الاعتقال أو الضرب والتعذيب على أيدي عناصر الشرطة وقصص الرعب التي نسمعها عما يجري في الأقسام والسجون المصرية كفيلا بؤد فكرة التظاهر والعمل السياسي من البداية. وظل هذا الأمر "كشيء في صدري" دائما، يجعلني أسكت كلما هممت بالحديث عن الوطن والإجابية والمقاومة.
ثم اصابتني حالة من اليأس المطلق فلم يعد يهمني حتى ما يجري في فلسطين ولم أعد أتابع ما يدور في العراق فعندما تتكرر التفجيرات كل يوم يتحول الموت، على بشاعته، إلى روتين لمن يتابعون على البعد. لكن مصر ظلت دائما وجعا في قلبي لكني انتقلت من حب الوطن "بمثالية" إلى " بلدي أحبها كما تحب الأم طفلها المشوه" وإلا كيف تبرر لنفسك حب هذا البلد الذي يزداد ناسه سلبية وجشع وانتهازية يوما بعد يوم؟
كل هذا تغير عندما رأيت وجه خالد سعيد. مثلي مثلا الآلاف من المصريين الذي روعهم ما حدث لهذا الشاب الوسيم الناجح على أيدي عناصر شرطة فاسدين توحشوا حتى لم يعد من الممكن اعتبارهم بشرا. لم تبرح صورة خالد سعيد مخيلتي ولم أفتأ أفكر ماذا كان رد فعل أمه وهي تتعرف في هذا الوجه المشوه على ابنها؟ أعادني خالد سعيد للاهتمام بأمور بلادي. لكن الأمر لم يتعد الاهتمام والمتابعة، فما بين العمل وولدين في الخامسة وإقامتي خارج مصر كان من السهل أن "أبرر" سلبيتي.
لكني أزعم أن الآلاف كانوا مثلي حتى كان يوم الثلاثاء الأسود عندما لم يعد من الممكن تصديق ما يجري من هجوم على أشرف أبناء مصر في ميدان التحرير بكل الوسائل البدائية من خيل وبغال وجمال وقنابل مولوتوف وتجويع وحصار. وقتها أثبت الناس أن العنف لا يولد إلا التصميم. وأصبح الآلاف في التحرير... ملايين.
أما أنا فأين كنت؟ لقد فقضيت ليلتي على نفس الكنبة المريحة أتنقل كالمجنونة بين القنوات الفضائية الإخبارية وأكتفي من الفعل الإيجابي بالدعاء لله باكية لإنقاذ هؤلاء الشجعان الأطهار.
والآن بعد سقوط النظام وعندما لم تعد مصر "طفلي المشوه"، لا يفارقني هذا السؤال: هل لو كنت في مصر وقتها كنت نزلت إلى الميدان وهزمت الخوف؟ هل كان جلال اللحظة سيُحررني من خوفي؟ والآن لن أعرف أبدا لأن اللحظة فاتتني. لكن هذا لا يعني أن الفرصة انتهت. مصر مازالت تحتاج إلى الكثير وإذا كان " شيء في صدري" سيظل دائما لأني لم أشارك في ثورة التحرير، فمازال بإمكاني أن أقص لأولادي يوما كيف ساهمت في إعادة بناء مصر بإيجابية بعد نجاح الثورة. الأمر لم يعد يتطلب التضحية بحياتي، فشهداء التحرير قاموا بهذا الواجب بالفعل. الأمر أيسر من ذلك، فمصر الآن اصبحت بحاجة لكل الطاقة الإيجابية لأبنائها على الابتكار والبناء وكذلك على التصميم لتحقيق أهداف مات آخرون على أمل أن تتحقق. وهذه هي فرصتي والملايين مثلي الذين اكتفوا "بالكفاح من منازلهم" طوال السنوات الماضية.

Saturday, May 14, 2011

تحيا الأمة العربية


على طول الناس بتقول إن العرب والمصريين فى الخارج وحشيين أوى مع بعض وإنه بدل ما يتكاتفوا بيتنافسوا إلخ... أنا الحقيقة ما عشتش بره لكن سفرت كتير شوية ولاحظت قد إيه المصريين والعرب عامة كتير فى أوروبا. الحقيقة لما الواحد يفكر فى الموضوع يحزن ويحس قد إيه بلادنا ظالمة أهلها. المهم المره دى كنت فى النمسا وأول عربى قابلته كان صاحب المطعم إلي إتعشيت فيه، مغربى بقى له عشرين سنة فى فيينا. طبعاً عرف إننا مصريين، يعنى أصحاب الثورة، و إحتفى بينا جداً وكمان خلى المشاريب على حسابه. آخر مره إتعشيت عنده قبل ما أسافر بيوم إدانى عشرة يورو، وإنتو عارفيين اليورو بقى بكام دلوقتى، عشان أتبرع بيهم لضحايا الثورة. واحد مصرى شغال فى المحل لما عرف إن أنا مصرية، أتوصى بعمل البيتزا ودوقنى أحلى بيتزا فواكه بحر دوقتها فى حياتى (كمان حط لى عليها أربع محارات مممم). العربي التالت قابلته فى القطار وأنا رايحة المطار، طبعاً كنت نازلة بصعوبة من العربية وأنا شايلة الشنطة قام مد إيده وخدها منى وقالى "خلينى ساعدك" بعدها قالى إنه جزائري وعنده صحاب كتيير فى مصر وطلب منى أسلم له على كل الناس فى مصر.
يمكن دول يكونوا الإستثناء للقاعده بس أنا حاسه غير كده وشايفة إنه كفاينا تعميم وتقليل من شأننا لأن أننا كويسين أوى بس ساعات الظروف بس بتبقى ضدنا.

مطار فيينا
13 مايو 2011

Wednesday, March 02, 2011

For God's Sake...


I can convince myself that the policemen are afraid or not psychologically ready to get back to the streets but can anyone tell me why they aren’t protecting the country’s assets and treasures. We are all aware of the specific police sections which are having unresolved issues with the citizens, like the State Security Device and the Central Security Forces. But again can anyone tell by what kind of problems do the citizens have with the Tourism Police? Why haven’t those returned to their respective places protecting the touristic sites nationwide and actually why have they left their places in the first place!

The interior affairs ministry with its the policemen is still insisting on teaching us the lesson of freedom vs. chaos. A lot of voices are calling for standing by the honest and honorable policemen and not mixing them with the corrupted ones. But where are these honorable men? If their ministry hasn’t given them yet the permission to reallocate themselves in the streets then why don’t they get down on their own and protect their country?

The state minister for the Monuments Affairs, Zahy Hawas, called in a show yesterday and talked about the disaster of having the historic places nationwide being robbed, destroyed, and in some cases built on. The hilarious thing is that he said that he has called for the revolution youth, through the Facebook, to protect their national treasures. I wonder why he hasn’t talked to his prime minister!

After all such disasters that we hear of everyday, are there people still believing in Ahmed Shafeek’s government and thinks that we should give them a chance?!

خلص الكلام


بوروندى وقعت بالأمس إتفاقية عنتيبى الخاصة بدول حوض النيل لتقليل % 27 من حصة مصر فى مياه النيل وبذلك يمكن أن تدخل هذه الإتفاقية حيز التنفيذ بعد موافقة المجالس البرلمانية للدول الموافقة على الإتفاقية و هو ليس بالشئ المستبعد...ماذا ننتظر لإقالة أبو الغيط وكل من تسبب فى تخلى مصر عن عمقها الأفريقى؟!

Wednesday, February 23, 2011

إن غداً لناظره لقريب


                                       ياطالع الشجرة..هات لى معاك بكره..و يكون على أدى وتكون عينيه سمراء
يا بكرة فين إنتى..هتفوت هنا إمتى..هتجيب معاك حلمى ولا تزيد ظلمى
ياطالع الشجرة..لو جه معاك بكره..خليه يكون ضحكة يكسى بها الفقراء

Friday, February 11, 2011

Thursday, February 10, 2011

Tuesday 9th Feb 2011 One-million Man March


I joined the crowds today…I wasn’t a hero because I didn’t stand in the front lines on the very first days and had weapons pointed against me. I wasn’t a hero because I didn’t stand in the front lines and threw stones to defend my colleagues and protect our national treasures in the Egyptian Museum. I wasn’t a hero because I wasn’t kidnapped by the authorities because of my love and care for my country. I wasn’t a hero because I stood in the square for a couple of hours listening to the patriotic songs and revolutionists talking and then went home to have a nice meal and a warm bed. I may have contributed, by standing there, to the million-man march. I may have given the revolutionists hope that we are still with them. I may have lessened my feel of guilt by being just a “Couch-protester”. I may have put away the charge of being one of the silent millions who are counted to be pro-regime. I may have something to tell my children of where I was during the revolution, while reading history with them. But I’ve never done enough and there are a lot to do for this revolution, which I sometimes have problems calling it “our” revolution because I’ve not shared in it, to make it really successful and to finally achieve its aims. Don’t stand silent; don’t betray these youth; don’t give up on them; don’t use them as a hanger for all your problems, which but for them will continue forever. Sacrifice with some of your time to reach your work because the square is closed; sacrifice some of your mental power to read, understand, and distinguish the truth from the lies; sacrifice some of your income, which might have been affected because it is all in the hands of God and finally pray for a better tomorrow.

Tuesday, February 08, 2011

تعليقاً على الأزمة الدستورية الحالية و حلاً للجدل العقيم القائم

من مقال فهمى هويدى اليوم بعنوان "مشكلة أنهم لا يريدون أن يفهموا"

لاتزال عقلية ما قبل 25 يناير ترفض الاعتراف بسقوط شرعية النظام الذى هيمن قبل ذلك التاريخ. ومن المفارقات أن أهل تلك المرحلة الذين دأبوا على العبث بالدستور والتلاعب بنصوصه حتى جعلوه محل سخرية القاصى والدانى، ولم يكفوا عن الازدراء بالقانون والدوس بأحذيتهم على أحكام القضاء، هؤلاء هم أنفسهم الذين يتحدثون الآن بجرأة مدهشة عن ضرورة احترام الشرعية الدستورية ويتعلقون بأهداب نصوص أعدها «الترزية» المشهورون لكى تكون مضبوطة على القد والقياس.

لقد لجأوا أكثر من مرة إلى تعديل الدستور استجابة لهوى السلطان، ونجحوا فى تمرير التعديل من خلال مجلس مزور، ورئاسة متواطئة، ثم قالوا لنا إن هذه الشرعية، هو ما كان من قبيل الاستغفال الذى جسد ازدراء الرأى العام والاستخفاف به.

على مدار عدة سنوات كان الدستور يتحدث عن النظام الاشتراكى وقوى الشعب العاملة. وفى ظل ذلك الدستور تم الانفتاح وجرى الانتقال إلى النظام الرأسمالى الذى توحشت فيه الرأسمالية الجديدة. وفى ظل الدستور الذى يمنع المسئولين من البيع والشراء والاستئجار من الدولة، تم البيع والشراء وتم نهب الدولة. وفى ظله أيضا صدرت قائمة طويلة من الأحكام واجبة النفاذ، ولكن السلطة تجاهلتها وأهدرتها طول الوقت. إذا كان ذلك قد حدث فى الماضى، فلماذا الوقوف الآن أمام المطالب الشعبية تعللا بنصوص الدستور، إلا إذا كان ذلك لغرض مشكوك فى براءته.

إن نية التفاعل مع المطلب الشعبى إذا توفرت، فإن لها سندا فى المادة الثالثة من الدستور ذاته الذى يجرى التلويح به الآن، وهى التى تنص على أن «السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات، ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها...» وفى المادة ما يكفى للاستجابة لتلك الإرادة الشعبية الجامعة التى عبرت عنها الجماهير فى وقفاتها المليونية.

من ناحية ثانية، فإن المشكلة الحقيقية تكمن فى تكييف ما جرى فى 25 يناير، ذلك أننا إذا اعتبرنا ذلك ثورة فإنها بذلك تكون قد اكتسبت شرعيتها منذ أعلنت سقوط النظام الذى سعت إلى تغييره. ولها فى هذه الحالة أن تصوغ شرعيتها المؤقتة فى مرحلتها الجديدة، إلى أن ترتب أوضاع الشرعية الدائمة بناء على الدستور الذى تتوافق على إصداره ــ أما إذا لم تعترف بأنها ثورة فإن ذلك له ترتيب آخر يخضع للأوضاع الراهنة، ويقودنا إلى المناقشات العقيمة الجارية. ومن الواضح أن المحتشدين فى ميدان التحرير، والملايين الذين أيدوهم وتضامنوا معهم يعتبرون أن ما حققوه ثورة تسعى إلى تنحية النظام القائم وإحلال نظام جديد مكانه، يستجيب لتطلعات الشعب المصرى ويعيد إليه كرامته وكبرياءه. بالمقابل فإن النظام القائم وبعض القوى السياسية المتحالفة أو المتواطئة معه لا ترى فيما جرى سوى أن غضبة شعبية أو انتفاضة مؤقتة أحدثت بعض الضجيج وقدرا من التنفيس، وبعدما أدت غرضها فإن كل شىء ينبغى أن يعود إلى سابق عهده، بعد إطلاق بعض الوعود الجذابة واتخاذ بعض الخطوات التجميلية. ويبدو أن الجهود التى تبدل خارج ميدان التحرير الآن منصبة على تثبيت الفكرة الأخيرة.

Monday, February 07, 2011

منقول عن صفحة "خفة دم الشعب المصري في المظاهرات" على الفايس بوك

عاجل من إيران : احتجاجات غاضبة على الإعلام المصري الكاذب : نحن نوزع وجبات مؤمن وليس كنتاكي يا كفرة
كيف تعرف العملاء : أي أشقر عميل أمريكي ، أي واحد لافف حطة يبقى عميل لحماس ، أي واحد اسمه "علي" أكيد عميل لإيران ، مش ممكن كم الاندساس في المكان
عاجل وخطير : الأمن المصري يعتقل عناصر إخوانية مسيحية الديانة وهم يهتفون : الإرهاب لا دين له

واحد من الشعب قابل نائب الرئيس السيد عمر سليمان ، قال له : يا سيادة النائب ، الشعب يطالب بالرحيل
رد السيد عمر سليمان : اللي عاوز يرحل يرحل ؟ حد مسكه ؟

شاهد عيان : قوات من الفضاء من اليوفو جراندايزر نزلت التحرير ومعاها شحنة أجندات أجنبية لكي ينافسوا أجندات الشمرلي المصرية الوطنية، ناس تانية في التحرير مكتوب على هدومهم "إسرائيل يا عمري يا حتة من قلبي" مع أخبار عن مسك العديد من جوازات سفر لناس من كوكب زحل وعطارد كانوا بيصوروا اللي بيحصل في السويس والإسكندرية، فوقوا يا شعب مصر إنتوا كده يتنفذوا خطط المجموعة الشمسية كلها

نداء من تلميذ فى المرحلة الإبتدائية الى الثوار فى ميدان التحرير والحكومة: لا تنسوا أن تلك الأحداث ستدخل فى مادة التاريخ واحنا اللى هنتعب فى مذاكرتها اختصروا من فضلكم .. حددووا مطالبكم من بعض وخلصونا.. كده المادة هتبقى صعبة اوى

الرئيس التونسى السابق يتصل بروتانا و يهدى أغنية "بستناك " لحسنى مبارك ، وفي مداخلة عاجلة للرئيس المصري لنفس القناة ، صرح بأننا لسنا مثل تونس وأهدى الشعب المصرى أغنية "أخاصمك آه أسيبك لا" شكرا محمد مصطفى حامد للمشاركة

أمنية واحد مصري : يا ريت مبارك كان ضربنا إحنا الضربة الجوية ، وراح حكم إسرائيل 30 سنة ، كان زمانهم بيشحتوا دلوقتي
الشعب المصري يرفع شعارات يطالب بمحاكمة السفاح
الرئيس يعلن في بيان: وفاء مني لمصر ورغبة في تلبية طلبات الشعب لن ارحل حتى احقق مطلب الشعب في القبض على السفاح ومحكامته
عاجل أصحاب المؤامرة الإيرانية الأمريكية الحماسية الإسرائيلية القطرية الإخوانية لتدمير مصر يدفعون مئات الدولارات للمتظاهرين فى التحرير، ويبعثون لهم رسائل مشفرة بالأطباق الطائرة، ويتواصلون معهم بالتخاطر الذهنى وتحضير الأرواح، وكل متظاهر يأخذ وجبة «هابى ميل» باللعبة، وشقة فى مدينتى. لا تنخدع وتأخذ الوجبة بلا لعبة! إيّاك والانضمام إلى القلَّة المُندَسَّة!

بلطجي لقناة العربية : العيال بيرموا علينا قنابل بلوتوث

Sunday, February 06, 2011

لعبة النظام

عندما اندلعت شرارة الثورة في يوم 25 يناير شعرت أن الروح عادت إلي، شعرت أن كرامتنا عادت إلينا
وعندما حوصر شبابنا وشن عليهم بلطجية النظام حرب غير شريفة على مرأى ومسمع من " جيشنا الهُمام"
كان جل ما أخشاه حدوث مذبحة في التحرير للقضاء على كل من امتلك الشجاعة وقال لا
تابعت غير مصدقة الحجارة والمولوتوف وحتى الرصاص ينهال على الشباب الأعزل
شعرت بالعجز وأنا اسمع استغاثات الشباب يطلبون الإسعافات الأولية والمواد الطبية
وبكيت عندما اكتشفت أن جنرالات الجيش المصري لم يستطيعوا التخلي عن الامتيازات المادية التي انتفخت بها جيوبهم طوال عقود
لكن حتى هذا الوقت كانت مشاعري موزعة بين الأمل والرجاء
حتى عندما بدا واضحا للعيان أن الجيش المصري عقد لنفسه صفقة مع النظام تضمن له السيطرة على الأمور من خلال رئاسة الوزراء، نائب الرئيس، معظم المحافظين، إلخ، حتى ذلك الوقت كنت مازلت أعول على ازدياد الضغط الشعبي باعتباره ورقة الضغط الوحيدة بعد أن تخلي الجيش وتخلي الغرب عن مساندة الثورة واصبحت مصر كما قال زوجي "يتيمة" فلا أميركا ولا إسرائيل ولا أنظمة الدول العربية المجاورة تريد لثورتها أن تنجح
لكن تعليق أحد أبنائي (ذو الخمسة أعوام) على الأحداث في مصر جعلني أدرك لعبة النظام الواضحة
قال لي: هؤلاء الناس يحملون الأعلام ويتظاهرون لكن لا شيء يحدث
سألته: وما الذي تريد أن يحدث؟
رد قائلا: يقبضوا على الرئيس ويحبسوه في القفص
فعلا، شباب مصر ورجالها ونسائها وحتى أطفالها يصرخون بأعلى صوتهم "مش هنمشي.. هو يمشي"، يتظاهرون، يعتصمون، يقذفون بالحجارة والرصاص، ويموتون، ثم ماذا؟ مبارك باق والنظام باق.
لماذا؟ لأن النظام مازال يتعامل باستراتيجية "الكلب ينبح والقافلة تسير"
وهكذا تعهد رئيس الوزارء المصري بضمان "حرية النباح" لشباب ميدان التحرير
إن النظام يعول على تراجع الزخم الشعبي المؤيد لموقف الثوار بعد أن يصاب الناس "بالزهق" من استمرار الوضع الراهن
أدركت وقتها أن الطريق أمام تغيير النظام مازال طويلا ومليئا بالدماء
تركز أملي بعد هذا "الاكتشاف" في أن يرحل مبارك حتى لو بقي النظام
ليظل في ذهن كل شاب مصري أنه استطاع بصوته أن يُسقط "الرئيس"
وليظل في ذهن كل مسؤول مصري أن الشعب المصري أصبح "يعض" أيضا ولا ينبح فقط
لكن يبدو أن كل أوغاد النظام يدركون ذلك أيضا، لا يريد أحد منهم، حتى الطامعين في السلطة، أن يسقط الرئيس
يريدون حرماننا حتى من هذا النصر الرمزي
هل يفلحون في ذلك؟ الطرف الوحيد الذي يستطيع الرد على هذا السؤال هو الطرف الصامت الملتزم لبيته، هو بقية الثمانين مليون الذين فضلوا اتخاذ موقف "المراقب" لكل ما يجري
النظام يدعي أن هؤلاء معه وأنا أزعم أن أغلب هؤلاء وليس كلهم مع ثوار التحرير
هل يا ترى سيتحرك هؤلاء أم سيستمرون في صمتهم لتفشل بذلك أول ثورة شعبية في تاريخ مصر الحديث؟ الله وحده يعلم

وختاما "شبه قصيدة" لا أعرف كاتبها وجدتها تُعبر عن حالي أنا التي أنعم بالحياة الهادئة في بيتي خارج مصر وقلبي يصرح "غصب عني مش بخطري يا مصر"

معقول بعد ما رجعت لينا الروح
نرجع تاني بيوتنا ونخاف من البوح؟
هان عليكي يا مصر ولادك
اللي طلعوا يوم 25 يهشوا كلابك؟
معقول يا مصر تاني ترجعينا للجحور
بعد ما عملوها ولادك وكشفوا المستور
إحنا النهاردة اكتشفنا نفسنا من تاني
طلعنا شجعان وجدعان وفدائيين
حرام عليكي يا مصر تبيعينا للخاينين
الناس بتقول عايزين نرجع نعيش في أمان
الاقتصاد المصري خسر الملايين
هما يعني شباب التحرير كانوا هما اللي خرجوا البلطجية من السجون
ولا هما اللي قطعوا الانترنت وخسروا مصر تسعة مليون
طول عمر الحكومة بتسرقنا وبنسكت
طول عمر الشرطة بتضربنا وبنصمت
ما تفوقوا بقى يا ناس وتفهموا اللعبة
أنا مش بادعي الشعر ولا أنا فيلسوف
أنا بس من غلبي باكتب ولو إني مكسوف
أشرف وأشجع ولادك يا مصر في التحرير
وأنا قاعد هنا في الغربة أكتب المواويل

Saturday, February 05, 2011

الميدان

عبد الرحمن الأبنودي 4 فبراير 2011


أيادي مصرية سمرا ليها في التمييز.. ممدودة وسط الزئير بتكسر البراويز.. سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس.. آن الآوان ترحلي يا دولة العواجيز.. عواجيز شداد مسعورين أكلوا بلدنا أكل.. ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل.. طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع.. وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل.. اقتلني قتلي ما هيعيد دولتك تاني.. بكتب بدمي حياة تانية لأوطاني.. دمي ده ولا الربيع ، الاتنين بلون أخضر وببتسم من سعادتي ولا أحزاني.
الثورة فيضان قديم.. محبوس مشافوش زول.. الثورة لو جد متبانش في كلام أو قول .. متخافش علي مصر يابا مصر محروسة .. حتي من التهمة دي اللي فينا مدسوسة .. ولو انت ابوها بصحيح وخايف عليها أوي .. تركتها ليه بدن بتنخره السوسة.
هما اللي قاموا النهاردة يشعلوا الثورة .. ويصنفوا الخلق مين عانهم ومين خانهم.
ادي الميدان اللي حضن الذكري وسهرها .. يادي الميدان اللي فتن الخلق وسحرها .. يادي الميدان اللي غاب اسمه كتير عنه وصبرها .. ما بين عباد عاشقة وعباد كارهة.. شباب كان الميدان أهله وعنوانه .. ولا في الميدان نسكافيه ولا كابتشينو.
خدوده عرفوا جمال النوم علي الأسفلت .. والموت عارفهم أوي وهما عارفينه .. لا الظلم هين يا ناس ولا الشباب قاصر .. مهما حاصرتوا الميدان عمروا ما يتحاصر .. فكرتني يا الميدان بزمان وسحر زمان .. فكرتني بأغلى أيام في زمن ناصر.
حاسبوا أوي من الديابة اللي في وسطيكم .. وإلا تبقي الخيانة منك وفيكم .. الضحك علي البق بس الرك على النيات .. فيهم عدوين أشد من اللي حواليكم.

حلول عملية للأزمة الراهنة

هذه بعض تعليقات أبناء أخواتى الصغار (4 و 5 سنوات) على الأحداث الجارية:

عندما سمعنا أحدهم نتكلم عن فساد الحكومة قرر أن يأتى بشبكة كبيرة لإصطيادها و التخلص منها و عندما رأى قنابل المولوتوف تقذف والأماكن المختلفة فى القاهرة تحترق، اندفع نحو الباب خارجاً و عندما سألناه إلى أين هو ذاهب أخبرنا أنه ذاهب لينقذ مصر!

أما الآخر وعندما رأى آخر صورة حسنى مبارك، سألنا إن كان هذا هو المشاغب؟

و تسائل الأخير لماذا يقف المتظاهرون و هم رافعون الأعلام و لا شئ يتغير، فأخبرناه أن ذلك يحدث لأن الرئيس "المشاغب" يرفض التنحى فقرر أن يأتى بقفص كبير ليحتجزه فيه ويحل المشكلة.

هذه هى رؤية هؤلاء الصغار الذين نتمنى أن تأتيهم ثورة الجمال بغد أفضل...