Sunday, September 23, 2012

على هامش الرحلةعلى هامش الرحلة by محمد أبو الغار




I bought this book last year from the CIBF but didn't read it. Then these days I felt that life is getting tougher and thought it would be helpful to read the biography of someone who has been there!

Still at the beginning but it seems nice :)



View all my reviews

Thursday, September 20, 2012

أيام فى العمل التطوعى: تلوين الواقع الكئيب


قضيت عدد لا بأس به من السنوات أحاول الانخراط في العمل التطوعي دون جدوى. قمت خلال هذه السنوات ببعض الأعمال الخيرية المعتمدة على جهود المتطوعين: زيارة مستشفيات، تعبئة شنط رمضان...إلخ ولكنها كانت مهام قصيرة وعلى فترات متباعدة، ثم فتح لي المجال من أوسع الأبواب وأصبحت أجد صعوبة في اختيار ما أريد القيام به نظراً للوقت المتاح لدى. وبدأت ألاحظ شيئ غريب وهو تواجد نفس المتطوعين في مختلف الأماكن والمبادرات، نفس الوجوه تقابلها لتشعرك بالألفة مهما كنت غريباً عن المكان وتؤكد على أن "الدنيا لسه بخير".

المهم، كان العمل هذه المرة من خلال مبادرة رائعة قام بها طلبة طب إحدى جامعات القاهرة لدهان غرف مستشفى الأطفال التابع للجامعة وتغطية الحوائط بالرسومات لإدخال البهجة على قلوب الأطفال والتخفيف من معاناة أهاليهم. أعجبتني الفكرة جداً ولم أتردد في المشاركة ببعض الوقت.

وكانت الصدمة بوضع المستشفى، فبالرغم من خبرتي المعقولة بمستوى المستشفيات في مصر، وخاصة الحكومي منها، نظراً لعملي فترة من الوقت بوزارة الصحة فمازالت مهازل المستشفيات تؤثر في دائماً. مبدئياً تفاجئ عند دخولك المستشفى بعدد كبير جداً من الأطفال مع ذويهم يملئون طرقات المستشفى دون انتظام ويصنعون ضوضاء عالية في تناقض صريح مع اللافتة التي تقول "حافظوا على الهدوء من أجل راحة المرضى". والعجيب أنه لا يبدوا أن هناك من يوجههم إلى أين يذهبون أو ينتظرون أو حتى ينصرفون! وأنا شخصياً عند دخولي من باب المستشفى لم يسألني أحد عن هويتي أو إلى أين أذهب. ويبدوا أن أحداً لم يسأل الكلب الرابض على باب المستشفى الداخلي كذلك!

بالطبع لم تكن الصدمة في الفوضى البادية في المستشفى ولا حتى في الكلب الموجود على الباب، فقد قابلت من قبل قطة تجوب طرقات المستشفى الحاصل على المركز الأول في مكافحة العدوى لسنة من السنوات على مستوى الوزارة، لذا دعوني ألخص ما اذهلني وأصابني بالاكتئاب والإحباط في المشاهد التالية:

المشهد الأول: كنا نعمل في القسم الداخلي للمرضى (Inpatient Department) وهو المكان الذي يقضى فيه المرضى بعض الوقت بعد العمليات للمتابعة والتعافي مادامت أوضعهم ليست حرجة، وإلا يجب عليهم التواجد بغرف العناية المركزة. المهم في الدور الخامس حيث كنا نعمل يجد المرء أحياناً صعوبة في التمييز بين أمهات الأطفال والعاملات في المستشفى، فجميعهن يرتدين جلابيب صفراء، غالباً كانت في يوم من الأيام بيضاء، ويتحركون بحرية في الدور ناقلين الأسرة ليفسحوا لنا المجال لنعمل وكذلك الأجهزة الطبية. وفجأتني إحدى الأمهات قبل أن نبدأ في العمل بالسؤال عن الفترة التي يجب أن تمر لتزول رائحة الدهان ويمكن استخدام الغرفة مرة أخرى لأنها لا تريد البقاء بابنها، الخارج لتوه من العناية المركزة، في عنبر مشترك مع الأطفال الآخرين.

من وجهة نظري المتواضعة فهذا من أكثر الأمثلة وضوحاً على الإهمال والعشوائية في مستشفياتنا الحكومية، فبالرغم من أن هذا "التساهل" ربما يكون قد أتاح لنا حرية أكثر في القيام بما أردنا إلا أنه لم يلتفت إلى وضع واحتياجات المرضى (هذا إن كان أحد يعبأ بهم في الأساس).

المشهد الثاني: لكى تتم عملية الدهان بالجودة المطلوبة وجب علينا أولاً كشط الحوائط و"سنفرتها" للتخلص من أي نتوءات أو بروز. كانت العملية مرهقة ولكن يمكن اعتيادها مع الوقت، وذلك إلى أن بدأنا العمل في الجزء السفلى من الحائط حيث فوجئنا مع الكحت بخروج بعض الصراصير الصغيرة وكائنات مشابه من الحائط! ولمن لا يعرفني فأنا أكره الصراصير للغاية ودائماً ما ألجأ لصديق إذا قابلت أحدهم مصادفة ولكنى هذه المرة لم أجد صديق بهذه الشجاعة واضطررت للتعامل معهم بنفسى. أما من أين أتت الصراصير فهي نتيجة طبيعية لوجود نشع ورطوبة في الحوائط لم يهتم أحد بمعالجتها ولست في حاجة بالطبع لشرح النتيجة المحتملة لتواجد الصراصير والمريض معاً في نفس الغرفة وهذا بلاغ منى لإدارة مكافحة العدوى بوزارة الصحة والله على ما لأقول شهيد.

المشهد الثالث: في المراحل الأخيرة من العمل كنا نرسم ونلون أثناء تواجد المرضى في الغرف. أنا شخصياً لم أتحدث معهم كثيراً وكنت فقط أبتسم كلما التقت أعيننا. استمعت إلى الأمهات يحكين عن الرعاية التي يتلقها أبناءهن هنا وكيف تحسنت صحتهم في حين لم يعرف أحد من الأطباء في المدن والقرى التي أتوا منها ما علتهم. ضحكت في مرارة داخلي وتسألت عما ستشعر به هذه الأمهات لو ذهبوا إلى مستشفى "حقيقي" وتلقى أبناءهم ما يستحقونه من رعاية.

 وتوالت المفاجآت: أولا،ً دخلت الممرضة لتسأل عن جهاز الاستنشاق وتوبخ الأم لأنها احتفظت بالجهاز بجانبها ولم تعيده ليستخدمه باقي المرضى وسبق ذلك بقليل دخول إحدى الأمهات لتسأل بنفسها عن نفس الجهاز!  

بعد ذلك فوجئت بإحدى الأمهات تقوم لتضع قناع الأكسجين لأبنها من تلقاء نفسها وبدا لي أن هناك مشكلة حيث كانت كمية بخار الماء المتصاعدة غير طبيعية. وتطوعت إحدى الطالبات بالحديث إلى الأم وتحذيرها بأن كثير من الأكسجين قد يضر بالطفل، فأجبتها الأم ببساطة أن الطبيب طلب منها أن تفعل ذلك من وقت لآخر!

أعتقد أنني سأتوقف هنا وأوفر عليكم المزيد من المشاهد التي قد تكونوا قابلتموها من قبل أو لا تقلقوا فسوف تفعلون مادام كل مسئول فى بلادنا مصاب بقصر النظر... 
      
ودعوني أريكم، وبعد كل هذه الصور الكئيبة، من أين يأتي الأمل...
 
في البداية الوضع كان كده
بعدين تحسن شوية وبقى كده
ودي الخطوة الثالثة
وبعدها كده

وأخيراً كده
والنتيجة كده :)