لفت نظري تقريرا نشرته صحيفة هآرتس بتاريخ 26 يوليو 2006 يتحدث عن تناول الإعلام العربي للعدوان على لبنان، وذكر التقرير أن التلفزيون المصري كان هدفا لانتقادات الجماهير العربية بسبب عدم بثه مقدمات موسيقية عسكرية أو أغاني فيروز على سبيل المثال قبل البرامج الإخبارية مثلما كان يفعل في الحرب اللبنانية الأولى
ولاحظ التقرير أن المفردات التي يستخدمها التلفزيون المصري عادة لمعالجة الصراع العربي الإسرائيلي جرى التخفيف من حدتها كذلك، وأنه يبدو أن المذيعين في قناة النيل الإخبارية الحكومية تلقوا تعليمات من مديرة القناة هالة حشيش باستبدال عبارة "العدوان على لبنان" بعبارة "حصار لبنان"، كما زاد استخدام مصطلحات " التوتر" و"النزاع العسكري" بدلا من "الحرب"
واوضح التقرير أن هذه المفردات تتوافق مع تلك التي تستخدمها صحيفة الأهرام الحكومية التي نقلت عن الرئيس المصري حسني مبارك استخدامه تعبير "أنشطة عسكرية" وليس "عدوانا" لوصف الصراع في لبنان
والملاحظات التي أوردها التقرير الإسرائيلي ليست مفاجئة بعد أن سارعت الحكومة المصرية للحاق بالركب السعودي وإعلان رفضها "لمغامرات" المقاومة اللبنانية كما سمتها.
ولا أعرف ما الذي يهدف إليه النظام المصري من مثل هذا التناول الإعلامي للعدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، فلا هذا التناول "سيحلي" مصر في عيون أميركا وإسرائيل ولا هو سيقلل من حدة الغضب الشعبي المصري من العدوان، ولن يؤدي سوى لمزيد من الاضمحلال للدور الإعلامي المصري في العالم العربي، الذي تراجع بعد ظهور الفضائيات الإخبارية على غرار الجزيرة والعربية وغيرهما وجعل التلفزيون المصري يبدو كأنه كائن من كوكب آخر أو على أقصى تقدير تائه سقط من آلة الزمن على العصر الحديث
لا استطيع ان أمنع نفسي من التحسر على الدور المصري الغائب سواء في الإعلام أو السياسة أو الفن أو الثقافة أو الاقتصاد
موضوع آخر عن مصر لفت نظري في الإعلام العالمي وهو عن خصخصة مجموعة شركات عمر أفندي، حيث أن الشعر المقدر للمجموعة هو 1.14 مليار إسترليني، بينما يصل السعر الذي أرادت الحكومة أن تبيع به المجموعة لمجموعة الأنوال السعودية إلى 905 مليون إسترليني!!
وعندما قرأت هذا الخبر لم أجد ما أعلق به عليه فالخبر نفسه أبلغ من اي تعليق ولا سيما ونحن "نحتفل" بالذكرى الخمسن لتاميم قناة السويس، التي تعد المصدر الثالث للدخل القومي في مصر بعد السياحة وتحويلات المصريين العاملين بالخارج
الله ينتقم من هؤلاء الذين حولوا مصرنا إلى كيان مائع لا طعم له ولا لون
No comments:
Post a Comment