كنت أشاهد منذ يومين إحدى حلقات المشروع الوثائقي الذي تبثه قناة العربية تحت عنوان "أيام السيد عربي" وبينما ينطلق من التلفزيون صوت عبدالحليم حافظ المتقد بالحماس قائلا " يا أهلا بالمعارك" إذا بالشاشة تنقل نبأ عاجلا عن قصف إسرائيل لمطار بيروت ردا على قيام حزب الله باختطاف جنديين صهيونيين في وقت سابق
وبدأت معظم الفضائيات العربية الإخبارية في تقديم تغطية حية لتطورات الوضع في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة حيث استمر القصف الإسرائيلي لمختلف الضواحي اللبنانية بالإضافة إلى غزة، كما استمر الهجوم المضاد من حزب الله ردا على الهجمات الإسرائيلية
وفجأة اصبحنا في حالة حرب مع إسرائيل! ونا الفاعلين هنا تشير إلى المواطنين العرب الذين شاهدوا الهجمات النوعية لحزب الله على الأهداف الإسرائيلية، وأقواها الهجوم الذي استهدف بارجة إسرائيلية على السواحل اللبنانية، وشعرنا جميعا بفرحة جديدة علينا، واصبحت أنباء الصراع العربي الإسرائيلي التي فقدت معناها من كثرة تكرارها علينا في وسائل الإعلام، اصبح لهذه الاخبار أخيرا طعم واصبحت متابعتها شغلنا الشاغل. وعادت إلى نفوسنا مرة أخرى مشاعر نسيناها في غمرة البحث عن لقمة العيش، مثل الإباء والكرامة واستعادت كلمة "المقاومة" وقعها الجميل
ونسينا في غمرة سعادتنا بالانتصارت العربية كل ما يقال عن تبعية حزب الله لسورية أو إيران وعن كون قيادة حزب الله شيعية ونحن سنة ( وهو الأمر الذي لم تنساه الحكومة السعودية والأردنية كما هو واضح) أو ترهات السلام والحسابات السياسية (التي تروّج لها الحكومة المصرية). وشعرنا بشيء واحد فقط وهو أننا كلنا عرب وكلنا لبنانيون وكلنا مقاومون
وربما لم تكن تحركات حزب الله محسوبة وربما كان مخطط لها منذ وقت طويل، وربما كانت تداعيات هذا التحرك وخيمة أو غير وخيمة، كل ذلك لا يهم ، لأن "مغامرة" حزب الله جعلت المواطن العربي المهزوم يشعر للمرة الأولى منذ زمن بالانتصار، حتى لو كان هذا الشعور قصير الأمد. فيا رجال حزب الله ... رجاء ، استمروا في مغامراتكم
No comments:
Post a Comment