قرأت اليوم حوار أجرته صحيفة الرأي العام الكويتية مع رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف وقد لفت نظري هذا الجزء من الحوار. رجاء أقرأوه معي
هل تعتقد لو أن الأوضاع مختلفة في المنطقة ولو قليلا كان أدى هذا إلى ارتفاع معدلات النمو في الاقتصاد المصري بالتحديد؟
- من دون شك، نحن بدأنا بقوة دفع ذاتية، والآن نحن نحقق معدل نمو وصل في العام الماضي إلى 6.9 في المئة وحتى الآن وصل إلى 7.2 في المئة في الربع الأول من العام الحالي ولو حافظنا على هذا المعدل سنوات عدة متواصلة سوف تحدث طفرة.لا نرغب فقط في أن نقول أرقاما حلوة، لابد أن نترجم هذا الكلام إلى واقع ولابد أن نحافظ على هذا المستوى، دائما أقول وأنا ضميري مرتاح أن المواطن المصري كل يوم وضعه يتحسن، ويجب ان يكون أحسن من اليوم الذي قبله وليس أسوأ.
لكن الحكومة تواجه اتهاما بأن المواطن لا يشعر بذلك؟
- نحن نواجه هذا السؤال دائما، وهو متى يشعر المواطن، وأقول بكل دقة إن المواطن يشعر لكن الطموح صار أكبر، إنفاق الأسرة المصرية الحقيقي زاد بمعدل 4 في المئة وقد تقول لي إن دخله لا يتناسب مع غلاء الأسعار، وأقول لك إن معدل النمو في الدخل أكبر من معدل نمو الأسعار، دعني أقول لك كمثال على تغير الأوضاع أن معدل استهلاك الفرد من الكهرباء زاد.
لكن المصري يشكو أيضا من أن الفاتورة فاتورة الكهرباء هذه زادت؟
- صحيح، ولكن ما هو معناها، المعنى أنه قادر ان يدفع الفاتورة، ولو أنه غير قادر كان انقطعت عنه الكهرباء، الأهم من الفاتورة أن استهلاكه زاد، يعني أن الأسرة المصرية تأخذ كهرباء أكثر، معناها أن هناك حاجة حصلت داخل البيت.
أتقصد معدلات شراء الأجهزة المنزلية؟
- بالطبع حصل شيء في الأسرة، عندما أقول إن إنفاق الأسرة الحقيقي زاد بـنسبة 4 في المئة يعني إن دخله زاد.
إذن فسر لنا لماذا يشكو الناس؟
- أقول لسببين، الأول أنه كل ما يحدث تقدم طموحه يزيد، الانسان دائما يبحث عن الافضل.السبب الثاني: هو أيضا سبب حقيقي، إن ذلك لا يحصل في شكل متوازن على المجتمع كله.• هل نستطيع القول إن التوزيع غير عادل ولم يصل إلى نقطة العدل؟- التوزيع لا يمكن أن يكون متساويا للكل، دائما هذا يحدث في أي نظام، وكان موجودا في النظام الشيوعي هو سائد في الدول الشيوعية، هل كان يوجد عدل كامل؟! لا يوجد عدل كامل، من كان في منصب أعلى في الدول الشيوعية كان يستفيد أكثر، وفي أي نظام لا يمكن أن الكل يستفيد بنفس النسبة أو بنفس الطريقة.وللأسف، من المفهوم أنه في نظام السوق المفتوح الذي يشعر أكثر ليس الشخص محدود الدخل وإنما المتوسط فأعلى من المتوسط.
المشكلة إن الطبقة المتوسطة غير راضية ولا أظن هذا بسبب ارتفاع معدل الطموح.
- أختلف معك وأقول قضية لا يمكن الاختلاف عليها، لأن الاقتصاد العيني عندنا فيه مؤشرات لا يمكن الاختلاف عليها، وتؤكد أن وضع الطبقة المتوسطة يتحسن. وكما قلت لك عن الكهرباء وأقدر ان أقول على نصيب الفرد من المياه وأقول على نصيب الفرد من استهلاكنا لسلع معينة التي نسميها «السلع البيضاء» «البوتاغازات والثلاجات»، هذه الحقيقة أكثر الذين يشترونها هم ابناء الطبقة المتوسطة.
معدلاتها زائدة؟!
- زايدة جدا، واسأل التجار وستلاحظ لو نزلت الى الاسواق أن هناك رواجا في كل المجالات، في محلات الطعام، ودائما أوجه السؤال حول هذا إلى الجميع من البقال في الحارة، لغاية السوبر ماركت الكبير.
هل هذا يكفي لإقناع الناس بأن الحال يتغير؟
- سأضرب لك مثلا آخر، قابلت بالصدفة في تركيا نائب رئيس مجلس ادارة الشركة العالمية لـ «كوكاكولا»، وتعمدت أن أسأله ماهي اخباركم في مصر ؟ وقلت له هل متوسط استهلاك الفرد في مصر من الكوكاكولا زاد؟. فقال إنه زاد بنسبة 17في المئة لاتستطيع أن تقول إن هذا معدل يخص الاغنياء وحدهم، عندنا 5 في المئة إذن هذا مؤشر يخص الطبقة المتوسطة.تتكلم عن الكوكاكولا وهي سلعة غير أساسية، وهناك مثلا مؤشرات أخرى في الطعام الاساسي للمواطن.الشواهد في الاقتصاد العيني تقول عكس الذي تقوله وتؤكد كلامي أنا لكن تفسرها مثلما قلت لك؟حين يتحقق التطور الناس تتفتح وهذا حق الناس. أن يزيد الطموح وهذا مطلوب.
هل الحكومة على قدر هذا الطموح؟
- اؤكد أنه من تجربتي في السنتين الماضيتين أننا قادرون تماما، وبطريقة ملموسة وعلى قدر طموح الناس، الموضوع طبعا لن يتغير بين يوم وليلة.
No comments:
Post a Comment